القصف الإيراني على إسرائيل: الأضرار، الرسائل، وتداعيات التصعيد العسكري الأكبر منذ سنوات
بقلم: فريق التحرير | 15 يونيو 2025
في تصعيد عسكري غير مسبوق، أطلقت إيران فجر الأحد عملية عسكرية شاملة استهدفت الداخل الإسرائيلي تحت مسمى "الوعد الصادق 3"، وذلك ردًا على ضربات سابقة اتهمت فيها تل أبيب باستهداف منشآت نووية ومراكز بحثية إيرانية. الهجوم، الذي استخدمت فيه طهران مزيجًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، أعاد ترتيب أولويات المنطقة، وأثار قلقًا دوليًا واسعًا من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة إقليمية مفتوحة.
تفاصيل الهجوم: متى وأين ولماذا؟
بدأ الهجوم عند الساعة 2:15 فجراً بتوقيت القدس، عندما تم رصد أولى المسيّرات الإيرانية تدخل المجال الجوي الإسرائيلي من الجبهة الشرقية، تلاها إطلاق أكثر من 130 صاروخًا باليستيًا ومتوسط المدى، استهدفت بشكل مباشر تل أبيب، حيفا، بئر السبع، والقدس الغربية. وتزامن ذلك مع تهديدات إعلامية من الحرس الثوري الإيراني بأن "الرد سيكون مستمرًا إذا لم توقف إسرائيل عدوانها".
ورغم تفعيل أنظمة "القبة الحديدية" و**"مقلاع داوود"**، فإن عددًا من الصواريخ نجح في اختراق الدفاعات، ما أسفر عن سقوط قتلى ودمار واسع في مناطق مدنية حساسة.
الخسائر البشرية والمادية: جبهة الداخل تتألم
بحسب البيانات الرسمية الصادرة من وزارة الصحة الإسرائيلية، بلغ عدد القتلى 17 شخصًا، بينهم أربعة أطفال، إضافة إلى أكثر من 360 مصابًا، غالبيتهم من المدنيين. المستشفيات في تل أبيب وحيفا أعلنت حالة الطوارئ القصوى، وتم تحويل بعض الحالات الحرجة إلى مراكز طبية عسكرية لخطورة الإصابات.
فيما يتعلق بالأضرار المادية، أشارت تقارير بلدية تل أبيب إلى انهيار مبنيين سكنيين بشكل كامل، وتضرر 11 منشأة عامة، من بينها مدرسة ابتدائية ومجمع تجاري. كما لحقت أضرار بمنشآت حيوية، بينها محطة توليد كهرباء فرعية ومرفأ حيفا، مما أدى إلى انقطاعات مؤقتة في الطاقة وتوقف حركة الملاحة في بعض الموانئ.
فشل تكتيكي أم تطور إيراني؟
الهجوم الإيراني حمل رسائل عسكرية واضحة، ليس فقط من حيث النطاق، بل من حيث القدرة التقنية. استخدام الطائرات المسيّرة المزودة بأنظمة تشويش، وتوظيف صواريخ دقيقة الإصابة، يشير إلى تطور كبير في القدرات الإيرانية، ما أثار قلقًا في أوساط المراقبين العسكريين داخل إسرائيل وخارجها.
رغم أن نسبة اعتراض الصواريخ تجاوزت 75% بحسب الجيش الإسرائيلي، فإن تسلل عدد من الصواريخ وتسببها بأضرار مباشرة في قلب تل أبيب أعاد النقاش حول مدى كفاءة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة هجمات مكثفة من عدة جبهات.
الشارع الإسرائيلي: هلع، ملاجئ، ومطالبات بالرد
عاش الإسرائيليون ساعات من الرعب الحقيقي. صفارات الإنذار لم تتوقف طوال الليل، ووسائل الإعلام المحلية بثت مشاهد لمواطنين يحتمون في أنفاق المترو والملاجئ العامة. تقارير الشرطة أشارت إلى تلقي أكثر من 700 بلاغ عن حرائق وانهيارات جزئية، بينما قالت فرق الإنقاذ إنها اضطرت لإخراج مصابين من تحت الأنقاض.
وفي أول رد فعل سياسي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي:
"إسرائيل لن تسكت، والرد قادم بحجم يليق بالتحدي... من يظن أن تل أبيب مكشوفة، سيرى بنفسه العكس قريبًا".
الرد الإسرائيلي المحتمل: حدود التصعيد
في أعقاب القصف، عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعًا أمنيًا طارئًا حضره كبار قادة الجيش والموساد، وتم الاتفاق على "إطلاق عملية ردع موسعة" قد تبدأ خلال الساعات القادمة. وقد نقلت مصادر عسكرية أنه يجري تجهيز سلاح الجو لتنفيذ عمليات عميقة في العمق الإيراني، مع وضع وحدات سلاح البحرية والجبهة الشمالية في حالة تأهب.
مع ذلك، يحرص بعض المسؤولين على عدم الانزلاق نحو حرب شاملة قد تستدرج حزب الله وسوريا وحماس إلى المواجهة، مما يضع المنطقة برمتها أمام كارثة عسكرية وإنسانية.
الأثر الإقليمي والدولي: مخاوف من توسع الصراع
ردود الفعل الدولية توالت سريعًا، إذ دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا إلى "ضبط النفس"، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام يجري اتصالات عاجلة لتفادي التصعيد. في الوقت نفسه، أعلنت دول الخليج استعدادها لخفض إنتاج النفط بشكل مؤقت تحسبًا لأي طارئ.
أسواق المال تأثرت على الفور؛ حيث ارتفع سعر برميل النفط إلى 89 دولارًا، وارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2.4%، بينما تراجعت مؤشرات الأسهم في تل أبيب وأوروبا، في ظل عدم وضوح مستقبل الأزمة.
هل تكررت مفاجأة أكتوبر؟
يشبه بعض المراقبين هذا القصف الإيراني بـ"المفاجأة الاستراتيجية" التي واجهتها إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، حين تم استهداف الجبهة الداخلية بشكل مباغت. لكن هذه المرة، التهديد يأتي من دولة غير مجاورة وبقدرات بعيدة المدى، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إيران تخطط فعليًا لتغيير ميزان الردع في المنطقة.
خلاصة المشهد: الشرق الأوسط على حافة الهاوية
عملية "الوعد الصادق 3" لا تُعد مجرد رد فعل عسكري على هجوم سابق، بل تحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية تتجاوز الجغرافيا المباشرة. ما حدث فجر الأحد هو رسالة مزدوجة: إلى إسرائيل بأن أمنها ليس محصنًا، وإلى المجتمع الدولي بأن تجاهل الملف الإيراني لم يعد ممكنًا.
وبينما لا تزال إسرائيل تفكر في طبيعة ردها العسكري، تبقى المنطقة بأكملها في حالة ترقب، حيث أي خطأ في الحسابات أو تجاوز للحدود قد يشعل حربًا لا يمكن التنبؤ بنتائجها.
📌 تحليلنا:
هل نحن بصدد بداية معركة إقليمية مفتوحة؟ أم أن التهدئة لا تزال ممكنة عبر القنوات الدبلوماسية؟ التصعيد لا يزال في بدايته، لكن الثمن حتى الآن كان مرتفعًا جدًا... وسقف التوتر لم يبلغ ذروته بعد.