إسرائيل وإيران تتبادلان الضربات: ماذا حدث في ليلة التصعيد؟
🔴 تصعيد عسكري مباشر يعيد المنطقة إلى حافة الاشتعال وسط قلق عالمي وأسواق متقلبة
في تصعيد غير مسبوق منذ سنوات، تبادلت إسرائيل وإيران الضربات العسكرية المباشرة فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025، ما أعاد المخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية شاملة قد تجر أطرافًا إقليمية ودولية، وتؤثر بشكل بالغ على الاقتصاد العالمي.
كيف بدأ كل شيء؟
وفقًا لمصادر عسكرية مطّلعة، شنّت إسرائيل هجمات جوية باستخدام طائرات F-35 وطائرات بدون طيار على عدة مواقع داخل العمق الإيراني. أبرز الأهداف كان مركزًا يشتبه في ارتباطه بالبرنامج النووي الإيراني قرب مدينة أصفهان، بالإضافة إلى منشآت في مدينة كرمان وقاعدة عسكرية قرب شيراز.
وزارة الدفاع الإسرائيلية لم تُصدر بيانًا رسميًا، لكن مسؤولين سربوا لوسائل إعلام عبرية أن الضربة كانت "محسوبة تهدف إلى تحجيم قدرة إيران على تطوير تكنولوجيا تهدد أمن إسرائيل في المدى القريب".
الرد الإيراني: "الوعد الصادق 3"
بعد أقل من 5 ساعات على الضربات، أعلنت القيادة العامة للحرس الثوري الإيراني بدء عملية "الوعد الصادق 3"، التي تضمنت إطلاق أكثر من 70 صاروخًا باليستيًا وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع داخل إسرائيل.
الهجمات الإيرانية تركزت على مناطق وسط وجنوب إسرائيل، وتحديدًا حول تل أبيب، النقب، ومحيط مدينة بئر السبع، مع تقارير عن محاولة استهداف مركز وايزمان للأبحاث. وزارة الصحة الإسرائيلية أعلنت سقوط 18 قتيلًا، وإصابة 47 آخرين، فيما تضررت بنايات ومناطق صناعية حيوية.
في المقابل، أعلنت طهران عن مقتل 34 شخصًا، معظمهم من العسكريين، وإصابة عشرات آخرين في الضربات الإسرائيلية. لكن مراقبين شككوا في الأرقام، واعتبروها أقل من الواقع على الأرض.
تطورات سياسية عاجلة
التصعيد جاء في وقت حساس للغاية، إذ كانت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن حول العودة للاتفاق النووي قد بدأت تتقدم بوساطة أوروبية. لكن بعد الضربات، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية "تجميدًا فوريًا" لأي حوار مع الغرب، متهمة واشنطن بـ"دعم العدوان الإسرائيلي".
البيت الأبيض، من جانبه، عبّر عن "قلق بالغ" من التطورات، وناشد الطرفين بـ"ضبط النفس"، وأكد أن "الولايات المتحدة ليست طرفًا في العملية، لكنها ملتزمة بأمن حلفائها في المنطقة".
السعودية وقطر والإمارات دعوا إلى "وقف التصعيد فورًا"، بينما حثت تركيا على عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.
خلفية استراتيجية: لماذا الآن؟
يرى محللون أن التصعيد الأخير ليس وليد لحظة، بل نتيجة تراكمات تتعلق بعدة ملفات حساسة، منها:
-
تقدم البرنامج النووي الإيراني دون رقابة كافية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.
-
تزايد عمليات تهريب السلاح عبر سوريا والعراق إلى وكلاء إيران في لبنان واليمن.
-
دعم إسرائيلي علني لعمليات اغتيال استهدفت علماء ومهندسين إيرانيين خلال العامين الماضيين.
بالتالي، فإن الضربات الأخيرة تمثل نوعًا من "إعادة رسم خطوط الردع" بين الجانبين، لكنها هذه المرة خرجت من دائرة "الحرب الظلية" إلى الاشتباك العسكري المباشر.
الأثر الاقتصادي: النفط يقفز والذهب يلمع
عقب التصعيد، قفز سعر برميل نفط برنت إلى 81.4 دولارًا، وسط مخاوف من تضرر إمدادات النفط من الخليج في حال توسع الصراع. كما ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ مارس 2023، مع تسجيل الأوقية 2,095 دولارًا، في ظل لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.
أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا افتتحت جلساتها على انخفاض حاد، بينما سجلت بورصة تل أبيب تراجعًا بنسبة 4.3%، وهو أكبر هبوط يومي منذ أكثر من عامين.
كما تراجعت قيمة الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار بنسبة 2.7%، وسط مخاوف من عدم استقرار أمني طويل الأمد، قد يؤثر على بيئة الاستثمار.
هل هناك حرب في الأفق؟
حتى اللحظة، لا تشير التصريحات إلى رغبة فورية من الطرفين في التوجه لحرب شاملة، لكن خبراء يحذرون من أن "التصعيد الزاحف" قد يخرج عن السيطرة، خاصة مع وجود أطراف إقليمية مسلحة موالية لإيران في لبنان وسوريا والعراق، قادرة على إشعال جبهات متعددة في وقت واحد.
الجيش الإسرائيلي أعلن حالة التأهب القصوى، ورفع درجة الاستعداد في جبهتي الشمال (مع لبنان) والجنوب (مع غزة)، تحسبًا لأي تحرك محتمل.
في المقابل، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن مصادر أمنية أن "كل خيارات الرد لا تزال مطروحة"، وأن "ما جرى هو بداية الرد وليس نهايته".
📣 هل تعتقد أن ما حدث هو نهاية جولة أم بداية صراع طويل؟
شاركنا تحليلك في التعليقات، وابقَ معنا لمتابعة التغطية المستمرة.