"مظاهرات No Kings تجتاح الولايات الأمريكية": رفض شعبي لعرض ترامب العسكري في عيد الجيش
🇺🇸 أكثر من 1500 مدينة أمريكية تشهد احتجاجات ضخمة ضد سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب والعرض العسكري المقترح بمناسبة 250 سنة على تأسيس الجيش الأمريكي
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة 13 يونيو 2025 واحدة من أكبر موجات الاحتجاج المدني في تاريخها الحديث، تحت شعار: "No Kings" (لا ملوك في أمريكا)، وذلك تزامنًا مع الاستعدادات الحكومية لتنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة واشنطن، بمناسبة الذكرى 250 لتأسيس الجيش الأمريكي، والذي يتزامن أيضًا مع عيد ميلاد الرئيس السابق دونالد ترامب.
آلاف المتظاهرين في شوارع أمريكا
أكثر من 1.2 مليون شخص خرجوا إلى الشوارع في نيويورك، لوس أنجلوس، شيكاغو، بوسطن، وأتلانتا، بالإضافة إلى آلاف المسيرات المحلية في الجامعات والمدن الثانوية. المتظاهرون رفعوا لافتات كتب عليها:
🔺 "No Kings – لا عودة لحكم الفرد"
🔺 "الجيش لحماية الدستور لا للاحتفال بالديكتاتور"
🔺 "الديمقراطية لا تأتي بالدبابات"
هذه الاحتجاجات الأمريكية جاءت في ظل تصاعد القلق من تحركات رمزية وسياسية تهدد بفكرة التداول السلمي للسلطة، وخاصة بعد إعلان ترامب دعمه لعرض عسكري ضخم، قال إنه سيكون "الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية"، وقد أُعلن عنه رسميًا تحت اسم: "مسيرة الفخر الأمريكي".
ترامب والعرض العسكري: لماذا يثير الجدل؟
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يخفِ إعجابه بالعروض العسكرية منذ فترته الأولى في الحكم. وكان قد حاول تنظيم استعراض ضخم عام 2018 في واشنطن لكنه قوبل بانتقادات حادة من الكونغرس والبنتاغون، وتم إلغاؤه بسبب تكلفته العالية.
لكن هذا العام، يعود الجدل من جديد بعد إقرار مشروع قانون خاص يتيح تخصيص 2.3 مليار دولار لتنظيم عرض عسكري فائق الضخامة، يُتوقع أن يشمل طائرات F-22، دبابات أبرامز، وراجمات صواريخ، ويقام في يوم عطلة وطنية، وسط تحضيرات أمنية غير مسبوقة.
الخلفية: لماذا اسم "No Kings"؟
حركة "No Kings" تعود جذورها إلى القيم التي قامت عليها أمريكا عند استقلالها عام 1776، إذ كان رفض حكم الملوك من أبرز مبادئها التأسيسية. ومع ارتفاع شعبية ترامب مجددًا، وظهور دعوات لإعادة انتخابه في 2028، يخشى كثيرون من أن تتحول أمريكا إلى ما يشبه "جمهورية تتزين بمظاهر ملكية".
وبحسب منظمة "اتحاد الحقوق المدنية الأمريكي" (ACLU)، فإن مظاهرات No Kings تمثل "رسالة قوية ضد الاستبداد الرمزي والتلاعب بالمؤسسات الديمقراطية لصالح الفرد".
رد السلطات الأمريكية: اعتقالات وانتشار أمني واسع
وزارة الأمن الداخلي أعلنت حالة "تأهب متقدم" في واشنطن و13 ولاية أخرى، فيما تم نشر أكثر من 40 ألف عنصر شرطة و"الحرس الوطني" لتأمين المنشآت الفيدرالية. وتم تسجيل أكثر من 870 حالة اعتقال في لوس أنجلوس، في حين وقعت اشتباكات محدودة أمام مبنى الكونغرس.
من جانبه، وصف رون ديسانتيس، المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات 2028، المتظاهرين بـ"الفوضويين الذين لا يقدّرون تضحيات الجيش". بينما قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي بيرني ساندرز إن "الشعب الأمريكي يرفض عسكرة الحياة العامة".
ما العلاقة بعيد الجيش ومولد ترامب؟
العرض العسكري المقرر تنظيمه جاء بمناسبة 250 عامًا على تأسيس الجيش الأمريكي، إلا أن توقيته تزامن أيضًا مع عيد ميلاد دونالد ترامب، الأمر الذي أعطى انطباعًا بأنه احتفال "شخصي أكثر من وطني"، بحسب وصف صحيفة The Washington Post.
وقد اتُّهم ترامب باستخدام الذكرى كمنصة دعائية لتلميع صورته، خاصة بعد إطلاقه مؤخرًا حملة إعلامية تحت شعار "Make America Fearless Again".
تأثير المظاهرات على الداخل الأمريكي والديمقراطية
يؤكد الخبراء أن مظاهرات No Kings تعبّر عن مخاوف حقيقية بشأن مستقبل الديمقراطية الأمريكية، في ظل تصاعد الخطاب الشعبوي، وتسييس القوات المسلحة، وزيادة الرقابة على الحريات المدنية.
وتحذر تقارير صادرة عن معهد بروكينغز ومؤسسة كارنيغي من أن "التحولات الرمزية نحو عسكرة الدولة قد تكون خطوة أولى نحو حكم الفرد".
كلمة أخيرة
الولايات المتحدة، التي طالما قدّمت نفسها للعالم كمثال للديمقراطية وحقوق الإنسان، تواجه اليوم اختبارًا داخليًا حقيقيًا بين خيارين: الاستمرار في ترسيخ مبادئها، أو الانزلاق إلى مزيد من الاستعراضات السلطوية.
💬 هل تعتقد أن العرض العسكري يمجّد الوطنية أم يهدد الديمقراطية؟
شاركنا رأيك في التعليقات وابقَ على اطلاع بكل جديد عبر منصتنا.