🎖️ "عرض عسكري ومولد ترامب.. لماذا انقسمت أمريكا في احتفال الـ250 عاماً على تأسيس الجيش؟"

🇺🇸 ملايين الدولارات، آلاف الجنود، ومظاهرات غاضبة: بين الفخر العسكري والرفض الشعبي، الولايات المتحدة تحت المجهر في ذكرى ميلاد ترامب والجيش الأمريكي

في 14 يونيو 2025، احتفلت الولايات المتحدة بـمرور 250 عامًا على تأسيس الجيش الأمريكي، وهو أحد أقدم الجيوش النظامية في العالم. لكن بدلًا من أن يكون يومًا للتوحد الوطني، تحوّل الحدث إلى ساحة جدل سياسي وشعبي بسبب تزامنه مع عيد ميلاد الرئيس السابق دونالد ترامب، وإصراره على تنظيم عرض عسكري ضخم في العاصمة واشنطن.

عرض "الفخر الأمريكي": استعراض أم دعاية انتخابية؟

تحت شعار "American Pride Parade"، شهدت العاصمة عرضًا عسكريًا هو الأكبر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، شاركت فيه:

• 200 طائرة مقاتلة من طراز F-22 وF-35

• دبابات أبرامز ومركبات مدرعة

• أكثر من 50 ألف جندي

• فرقة موسيقية عسكرية من 23 ولاية

لكن الجدل لم يكن في حجم العرض فقط، بل في رسائله الرمزية، حيث ظهر ترامب في مقدمة العرض، واقفًا على منصة مخصصة بجانب تمثال جورج واشنطن، وسط تصفيق مؤيديه، بينما كان يردد عبارته الشهيرة: "We honor the past, but we fight for the future."

"ديمقراطية أم استبداد ناعم؟": المعارضة تحذر من تسييس الجيش

الحدث لم يمر مرور الكرام، إذ انتقده عدد من الشخصيات السياسية، بينهم:

• نانسي بيلوسي التي وصفته بأنه "عرض استبدادي مموّل من دافعي الضرائب".

• بيرني ساندرز قال: "هكذا تبدأ الجمهوريات في الانهيار".

• السيناتور أليزابيث وارن غرّدت: "الجيش ليس أداة دعاية شخصية".

من ناحية أخرى، انطلقت مظاهرات تحت شعار "No Kings – لا ملوك في أمريكا" في أكثر من 40 ولاية، احتجاجًا على الربط بين ذكرى الجيش ومولد شخصية سياسية مثيرة للجدل.

تكلفة الحدث: 2.7 مليار دولار

بحسب بيانات رسمية من وزارة الدفاع الأمريكية، فقد بلغت تكلفة العرض العسكري، والخدمات اللوجستية المرافقة له، نحو 2.7 مليار دولار، مما أثار موجة غضب واسعة خصوصًا في ظل:

• ارتفاع نسب الفقر والبطالة في بعض الولايات

• تخفيضات في مخصصات التعليم والرعاية الصحية

• مطالب منظمات المجتمع المدني بإعادة توزيع هذه الأموال في مجالات أكثر إلحاحًا

ترامب يرد: "من لا يحب الجيش لا يحب أمريكا"

وفي خطاب ألقاه أمام الآلاف من أنصاره قرب "لينكولن ميموريال"، قال ترامب:

"كل من يعارض هذا العرض، يعارض تاريخ بلادنا. هذا العرض للأبطال، وليس للسياسيين. نحن نعيد للأمريكيين فخرهم".

تصريحه زاد من حدة الانقسام، إذ اعتبرته المعارضة استغلالًا شعبيًا لأعظم مؤسسة أمريكية – القوات المسلحة – في وقت دقيق تشهد فيه البلاد حملة رئاسية مبكرة غير رسمية.

الإعلام منقسم… بين Fox News وNY Times

وسائل الإعلام الأمريكية عكست حالة الانقسام بوضوح:

• Fox News وصفت الحدث بأنه "عرض للتاريخ والعزة الوطنية".

• بينما قالت New York Times: "أمريكا تحتفل… ولكن من أجل من؟ ترامب أم الجيش؟"

الخلفية التاريخية: هل العروض العسكرية تقليد أمريكي؟

خلافًا للاعتقاد السائد، فإن الولايات المتحدة لا تُعرف تاريخيًا بعروض عسكرية ضخمة، بل على العكس، سادت فيها رمزية عدم عسكرة الفضاء المدني.

أبرز الاستثناءات:

• عرض النصر في الحرب العالمية الثانية (1946)

• عرض في حرب الخليج (1991)

ولذلك يعتبر كثيرون عرض 2025 خروجًا عن الأعراف الأمريكية، ومحاولة لتقليد نظم سياسية أكثر تسلطًا.

رأي الشارع الأمريكي

استطلاع أجرته مؤسسة "Gallup" أظهر:

• 42% يرون العرض مبررًا ومصدر فخر

• 51% يعارضونه ويرون أنه ذو طابع سياسي

• 7% غير مهتمين

الانقسام واضح، ويعكس الصراع العميق بين القيم الليبرالية والتوجهات الشعبوية داخل المجتمع الأمريكي.

---

💬 هل ترى أن ربط العرض العسكري بعيد ميلاد ترامب أمر مبرر؟ أم تلاعب سياسي بالرموز الوطنية؟

شارك رأيك في التعليقات وابقَ على اطلاع عبر نشراتنا اليومية.