📈 برنت يقفز بعد القصف الإيراني: لماذا ترتفع أسعار النفط رغم تراجع البنزين في أمريكا؟
⛽️ تصاعد التوتر في الشرق الأوسط يعيد الأسواق إلى حافة الخطر... والمستهلك الأمريكي في حيرة بين الأسعار المحلية والتقلبات العالمية
في أعقاب القصف الإيراني المكثف على أهداف داخل إسرائيل فجر الخميس، سجلت أسعار النفط العالمية قفزة حادة، حيث تجاوز سعر برميل خام برنت 97 دولارًا للمرة الأولى منذ ستة أشهر، في حين لامس خام غرب تكساس الأمريكي مستوى 92 دولارًا.
لكن المفارقة، التي حيّرت كثيرًا من المتابعين، هي أن أسعار البنزين في محطات الوقود داخل الولايات المتحدة لم ترتفع، بل انخفضت نسبيًا في بعض الولايات. هذا التباين بين الأسواق العالمية والمحلية يطرح سؤالًا جوهريًا: لماذا تتأثر أسعار النفط الخام مباشرة بالصراعات الإقليمية، بينما يظل سعر البنزين للمستهلك الأميركي مستقرًا أو حتى منخفضًا؟
ما الذي حدث في الشرق الأوسط؟
في تطور هو الأخطر منذ عام 2023، أطلقت إيران أكثر من 120 صاروخًا باليستيًا على منشآت عسكرية وصناعية إسرائيلية، فيما وصفه الحرس الثوري بأنه "رد مباشر على العدوان الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق".
أدى هذا التصعيد إلى:
-
حالة ذعر في الأسواق الآسيوية والأوروبية
-
تحذيرات من إغلاق محتمل لمضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية
-
تراجع كبير في الأسهم النفطية الأمريكية مع قفزة في أسعار العقود الآجلة
لماذا تقفز أسعار النفط عند كل توتر؟
يُعتبر سوق النفط من أكثر الأسواق حساسية للتوترات الجيوسياسية، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط التي تحتضن أكبر احتياطيات الطاقة في العالم.
عند كل عملية عسكرية أو تهديد بإغلاق ممر مائي حيوي (مثل مضيق هرمز أو قناة السويس)، ترتفع التوقعات باضطراب الإمدادات، مما يدفع المستثمرين إلى:
-
الشراء بكثافة في العقود الآجلة
-
رفع أسعار البيع الفوري
-
التخزين المسبق تجنبًا لأي نقص
وهكذا يرتفع سعر خام برنت وخام غرب تكساس بشكل لحظي، حتى لو لم يقع أي نقص فعلي في التوريد.
ماذا عن البنزين؟ ولماذا لا يشعر به الأمريكيون فورًا؟
رغم ارتفاع أسعار النفط الخام، لا تنتقل الزيادة إلى أسعار البنزين بشكل فوري أو مباشر، لعدة أسباب:
-
البنزين سلعة مكررة، أي أن سعره يتأثر بتكلفة التكرير والنقل والتوزيع، وليس بسعر النفط الخام وحده.
-
لدى الولايات المتحدة احتياطات استراتيجية من النفط والمنتجات البترولية، تستخدم لتقليل الأثر المؤقت لأي ارتفاع مفاجئ.
-
دخول فصل الصيف يعني زيادة الإنتاج المحلي لتلبية الطلب، مما يُبقي الأسعار مستقرة أو منخفضة.
-
شركات التكرير الأمريكية لا تزال تعتمد على مخزونات مشتراة بأسعار أقل، ولن تعكس الزيادة الجديدة إلا بعد أسابيع.
لهذا، يرى المواطن الأمريكي أن سعر غالون البنزين انخفض قليلًا، في الوقت الذي تقفز فيه العقود الآجلة لبرنت.
تصريحات رسمية وبيانات اقتصادية
قالت وزارة الطاقة الأمريكية في بيان خاص:
"لا توجد مؤشرات حالية على نقص فوري في الإمدادات، وسنلجأ للمخزون الاستراتيجي إذا استدعت الضرورة."
كما أضافت وزارة المالية أن "استقرار السوق المحلي أولوية، وسيتم التدخل إذا استغلت الشركات الوضع لرفع الأسعار بشكل غير مبرر."
من ناحية أخرى، حذّر صندوق النقد الدولي من أن "استمرار التوتر في مضيق هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع دائم في أسعار النفط العالمية"، مما يضغط على التضخم العالمي.
الأسواق العالمية في حالة ترقّب
المؤشرات العالمية تعكس التوتر:
-
بورصة لندن: تراجع بنسبة 1.4%
-
نيكي اليابانية: انخفضت 2.1%
-
ناسداك: شهدت تقلبات حادة بسبب أسهم الطاقة
أما الذهب، فقد ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ بداية 2024، عند 2340 دولارًا للأونصة، كملاذ آمن.
من المستفيد ومن المتضرر؟
-
الدول المصدّرة للنفط (مثل السعودية وروسيا) تستفيد من ارتفاع الأسعار.
-
شركات النفط الكبرى (مثل شل وأرامكو وإكسون) تشهد ارتفاعًا في الأرباح.
-
الدول المستوردة للطاقة (مثل الهند واليابان وأوروبا) تعاني من ارتفاع التكاليف.
-
المستهلك الأمريكي يعيش حالة غموض بين الأسواق العالمية والمحلية.
ماذا بعد؟ وهل يتكرر سيناريو 2022؟
يخشى محللون من تكرار أزمة 2022، حين أدّى غزو روسيا لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار برميل برنت فوق 120 دولارًا. وإذا ما تطورت الأحداث إلى حرب شاملة بين إيران وإسرائيل أو أغلقت إيران مضيق هرمز فعليًا، فقد نرى:
-
برنت يتجاوز 110 دولارًا
-
عودة التضخم في أمريكا
-
اضطرار الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية مجددًا
✅ الخلاصة:
-
أسعار النفط ترتفع فورًا عند أي اضطراب في الشرق الأوسط
-
أسعار البنزين لا تتأثر بنفس السرعة بسبب عوامل محلية
-
المستهلك الأمريكي قد يشعر بالزيادة بعد أسابيع
-
الأسواق العالمية في حالة حذر وتقلّب مستمر
📊 هل تظن أن أسعار البنزين سترتفع قريبًا في أمريكا؟
💬 شارك رأيك، وتابع نشرتنا الاقتصادية اليومية لمزيد من التحليلات.