🎖️ أول مهرجان عالمي للفورمولا العسكرية؟ الجيش الأمريكي يحتفل والمواطنون يحتجون
بين العروض الاستعراضية والغضب الشعبي... أين يتجه المشهد في أمريكا؟
شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن هذا الأسبوع مشهدًا غير اعتيادي، حيث أقيم أول مهرجان عسكري من نوع "فورمولا استعراضية"، تزامنًا مع الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، وسط عروض ضخمة شاركت فيها وحدات من القوات البرية والبحرية والجوية، إلى جانب تقنيات عسكرية متقدمة تم عرضها أمام جمهور واسع.
لكن بينما كانت المقاتلات تحلق في سماء العاصمة والمدرعات تجوب الشوارع، اندلعت في أكثر من 50 مدينة أمريكية تظاهرات واسعة تحت شعار: "No Kings"، في إشارة إلى رفض عسكرة المشهد المدني وربط الجيش بالرئيس دونالد ترامب، الذي صادف عيد ميلاده نفس يوم الاحتفال.
🇺🇸 الخلفية: بين الجيش والرمزية السياسية
تعود فكرة الاحتفال العسكري الكبير إلى مبادرة قديمة طُرحت في عهد ترامب أثناء رئاسته، لكنها واجهت معارضة واسعة بسبب ما وصفته جهات سياسية ومدنية بـ"التضاد مع القيم الديمقراطية". ومع مرور الوقت، طُرحت الفكرة مجددًا هذا العام، ولكن على نطاق أوسع وبمسمى "مهرجان الفورمولا العسكرية الأمريكي".
وفقًا للبنتاغون، فإن الهدف من المهرجان هو "عرض قدرات القوات الأمريكية، وبناء علاقة أقرب بين الجيش والشعب". وشمل الحدث عرضًا لدبابات أبرامز، وطائرات F-35، وتقنيات الدفاع الجوي الحديثة، بالإضافة إلى وحدات خاصة من "المارينز" وفريق "السيل".
✊ الاحتجاجات: رفض عسكرة الفضاء المدني
ورغم الحملة الدعائية المصاحبة للمهرجان، خرجت حشود في عشرات المدن الأمريكية، أبرزها نيويورك، شيكاغو، سياتل، ولوس أنجلوس، تحت شعار "No Kings, No Tanks"، رفضًا لما وصفوه بـ"تسييس الجيش" وتحويله لأداة دعائية في مناسبة رئاسية.
قال أحد منظّمي التظاهرات في بوسطن:
"لا مشكلة لدينا مع دعم الجيش، ولكن استعراض القوة بهذه الطريقة في ذكرى ميلاد شخصية سياسية يُعد استفزازًا مباشرًا للمدنيين والمعارضين".
ولفتت منظمات حقوقية إلى أن أكثر من 70% من المشاركين في التظاهرات ينتمون لفئة الشباب الجامعي، ما يشير إلى فجوة جيلية في النظرة إلى دور المؤسسة العسكرية في الحياة العامة.
📊 تكلفة الحدث: بين الاحتفال والبذخ
تشير تقديرات من مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن تكلفة الحدث تجاوزت 380 مليون دولار، شملت النقل اللوجستي، الإعدادات التقنية، ساعات الطيران، وتأمين الحدث.
وهو ما أثار موجة من الانتقادات، خاصة في ظل ما تعانيه بعض المدن الأمريكية من أزمات صحية، سكنية، وتعليمية.
وغرّد السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز:
"هذه الأموال كانت لتكفي لتأمين التأمين الصحي لعشرات الآلاف من الأطفال... ولكنها صُرفت على استعراض سياسي مغلّف بالعسكرية."
🔎 لماذا الآن؟ قراءة في التوقيت والدلالة
اختيار موعد المهرجان لم يكن عشوائيًا. فهو يتزامن مع عام انتخابي حاسم، ومع عيد ميلاد ترامب الذي أبدى تأييده العلني للعرض.
بعض المحللين يرون أن الحدث كان بمثابة "عرض قوة" غير معلن من التيار المحافظ، وخصوصًا مع تصاعد التوترات الدولية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، ما يجعل الرسائل الرمزية للجيش جزءًا من لغة السياسة.
من جهته، قال الخبير العسكري جاك كين لقناة Fox News:
"العروض العسكرية ليست جديدة عالميًا، ولكن الأمريكيين غير معتادين على رؤيتها بهذه الكثافة... وهذا اختبار للقبول الشعبي."
🌐 ردود الفعل الدولية
الحدث لم يمر مرور الكرام عالميًا. ففي أوروبا، عبّر عدد من الصحف عن قلقها من هذا "التحول في تقاليد القوة الناعمة الأمريكية".
أما في الصين وروسيا، فقد أعادت وسائل إعلام رسمية بث مشاهد من العرض، واصفةً الحدث بأنه "نقلة في عقلية واشنطن من الدبلوماسية إلى التلويح بالقوة".
📣 خاتمة: ما بين الاستعراض والانقسام
في وقت كانت فيه أمريكا بحاجة إلى رموز توحيد، جاء الحدث ليكشف عن انقسام عميق في المجتمع الأمريكي: بين فخر بالقوة العسكرية، وخوف من عسكرة السياسة.
ومع استمرار الجدل حول دور الجيش في الفضاء العام، تبرز الأسئلة:
-
هل ستُكرّر هذه العروض في السنوات القادمة؟
-
وهل يمكن فصل الاستعراض العسكري عن الرسائل السياسية في بلد مثل الولايات المتحدة؟
📢 شاركنا رأيك: هل ترى أن هذا النوع من الاحتفالات يعزز الانتماء الوطني أم يكرّس الانقسام؟