🕊️ دبلوماسية مشدودة: تعليق محادثات إيران–واشنطن بعد تصعيد إسرائيل
كيف أثّرت الضربات المتبادلة على الجهود الدبلوماسية؟ وهل انتهى الأمل في اتفاق جديد؟
في ظل التصعيد العسكري الحاد بين إسرائيل وإيران، باتت الدبلوماسية الدولية على المحك. فقد أعلنت مصادر دبلوماسية رفيعة من فيينا وواشنطن تعليقًا مؤقتًا للمحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة على مواقع عسكرية وعلمية إيرانية، ورد طهران بهجوم صاروخي وصف بالأعنف منذ سنوات.
التطورات العسكرية الأخيرة قلبت الطاولة على مسار تفاوضي كان هشًا أساسًا، لكنه كان يسير بوتيرة بطيئة نحو صيغة توافقية برعاية أوروبية وبدعم من الصين وروسيا.
فهل تلاشت فرص العودة إلى طاولة المفاوضات؟ وما تأثير هذا التصعيد على أمن المنطقة واقتصاداتها؟
🔥 خلفية التصعيد: من فيينا إلى النيران
جاء قرار تعليق المحادثات النووية عقب الضربة الإسرائيلية المفاجئة على منشآت في أصفهان وطهران، شملت مركز أبحاث للطاقة النووية ومجمع تصنيع طائرات مسيّرة.
وردًا على ذلك، نفذت إيران عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت من خلالها منشآت عسكرية ومدنية إسرائيلية، ما دفع القيادة الأمريكية إلى إعلان حالة التأهب الإقليمي القصوى في قواعدها بالمنطقة.
وفقًا لمصادر أمريكية، كانت واشنطن تنوي دفع المفاوضات نحو انفراجة محدودة، تسمح برفع بعض العقوبات على إيران مقابل تجميد جزء من نشاطها النووي. لكن الهجمات الأخيرة "أفقدت الثقة بين الأطراف"، حسبما صرّح مسؤول أمريكي في الخارجية لـ"نيويورك تايمز".
🛑 تعليق المحادثات: القرار والتداعيات
أعلنت الخارجية الأمريكية أن الظروف الحالية "لا تهيئ أجواء مناسبة لمحادثات بنّاءة"، فيما أكدت إيران على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها أن بلاده "لن تتفاوض تحت الضغط أو في ظل العدوان".
وأكد دبلوماسي أوروبي رفيع لمجلة "بوليتيكو" أن هناك خشية حقيقية من "انهيار كامل للمسار التفاوضي"، رغم جهود الوساطة التي تبذلها فرنسا وألمانيا لاحتواء الأزمة وإعادة الأطراف إلى طاولة الحوار.
🧭 الأطراف الدولية: المواقف والانحيازات
-
الولايات المتحدة: ترى أن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض، لكنها لا ترغب في اندلاع حرب شاملة قد تجر المنطقة نحو الفوضى.
-
الاتحاد الأوروبي: يسعى لإعادة ضبط التوازن بين ضبط النشاط النووي الإيراني ووقف التصعيد العسكري.
-
روسيا والصين: تدعمان الموقف الإيراني دبلوماسيًا، وترفضان سياسات "الضغط الأقصى"، لكنهما دعتا إلى ضبط النفس وعدم التصعيد.
من جهتها، قالت "أنالينا بيربوك"، وزيرة خارجية ألمانيا:
"نحن أمام لحظة حاسمة... أي تصعيد إضافي يعني نهاية أي مسار تفاوضي واقعي".
📉 التأثير على الأسواق العالمية
التصعيد بين إيران وإسرائيل، إلى جانب تعليق المحادثات النووية، أدى إلى:
-
ارتفاع أسعار النفط بنسبة 4.8% بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات في الخليج.
-
ارتفاع الذهب كملاذ آمن بنسبة 2.1%.
-
هبوط مؤشرات الأسهم الأمريكية، خاصة شركات الطيران والنقل البحري.
-
ضغوط على عملات الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية والريال الإيراني.
ووفقًا لـ"بلومبرغ"، فإن "عودة الملف النووي إلى مربع الصفر قد تعني موجة جديدة من العقوبات الغربية، ما سيؤثر على التجارة العالمية وسوق الطاقة".
🔮 إلى أين تتجه الأمور؟
السيناريوهات المطروحة متعددة، لكن كلها محفوفة بالمخاطر:
-
عودة تدريجية للمفاوضات بشرط وقف التصعيد ميدانيًا وإطلاق رسائل تهدئة متبادلة.
-
تصعيد مفتوح ينقل المنطقة إلى مستوى جديد من الصراع الإقليمي.
-
وساطة خارجية طارئة (قد تكون من الصين أو روسيا) لإعادة "مفاوضات الظل" بعيدًا عن الأضواء.
المحلل السياسي في واشنطن، "توماس فرايدمان"، كتب في "نيويورك تايمز":
"طالما أن إسرائيل ترى في إيران تهديدًا وجوديًا، فلن تسمح لها بالاقتراب من السلاح النووي، والمحادثات لن تكون إلا محاولة لكسب الوقت."
🧠 تحليل ختامي: مأزق التفاوض في ظل السلاح
تُظهر التطورات الحالية هشاشة المسار الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة، الذي بات رهينة لضربات الطائرات والصواريخ بدلًا من أوراق التفاوض.
وفي ظل الانتخابات المقبلة في أمريكا، وتنامي نفوذ التيار المحافظ في إيران، يصبح الأمل في حل دبلوماسي أكثر ضبابية.
ويبقى السؤال الأهم:
هل يمكن للمنطقة أن تتحمل تكلفة فشل آخر في التفاوض النووي؟
أم أن الحسابات السياسية ستمهد لموجة تصعيد قد تمتد أبعد من حدود الخليج والبحر المتوسط؟
📢 شارك رأيك في التعليقات: هل ترى أن إحياء الاتفاق النووي ما زال ممكنًا؟ أم أن التصعيد سيدخلنا في دوامة لا نهاية لها؟